جولات وزيارات
م.سلطان الأحمدي
من خلال زياراتي وجولاتي الميدانية مع فريق اقتفاء أثر، كان من أبرز ما شاهدته كيف أن أسلافنا كانوا بارعين في استغلال الموارد الطبيعية لتلبية احتياجاتهم، وذلك دون المساس باحتياجات من سيأتي بعدهم، (تنمية مستدامة).
فعلى سبيل المثال: كانت مساكنهم عبارة عن مباني صديقة للبيئة، تستخدم موادًا بجودة هندسية من ناحية العزل الحراري، وأيضًا- تفاعل المبنى لاستيفاء الحاجات والمتغيرات.
وفي المجال الزراعي تمت الاستفادة من مياه الأمطار دون استنزافًا للمياه الجوفية، وذلك عن طريق العيون المائية، كالموجودة بالمدينة والأودية التي حولها، مثل: وادي الصفراء، وينبع النخل، ووداي الفُرع، التي كانت عبارة عن خزانات مياه كبيرة لمياه السيول، وكذلك الزراعة العثرية بواسطة حصاد مياه الأمطار في المدرجات الزراعية في الجبال التي حول المدينة، مثل جبل الفِقرة، وجبل أُدْقس، وجبل صُبح، إلى جانب الرياض البعلية التي تكثر في الأودية التي حول المدينة، باعتبارها مصدرًا مُهِمًّا للزراعة على مياه الأمطار، بالإضافة إلى البرك المائية، مثل التي تم عملها في درب زُبيدة، وعلى الأقل يمكن الاستفادة منها حاليًا في الرعي.
فالأفكار متواردة والتفاؤل أكبر؛ لذا آمل من جميع المختصين والمهتمين وأصحاب الشأن، دراسة جميع المعوقات وإزالتها، للبدء برحلة النجاح، والاستفادة من أسلافنا في قدرتهم على كسب التحديات أمام قلة الموارد وتحويلها إلى ميزة تنافسية، خاصة وأنها تتوافق مع رؤية سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الرامية لبناء مستقبل مستدام لبلادنا المباركة.
إرسال تعليق