ينبع.. التاريخ والآثار
عبدالغني بن ناجي القش
كم يتألم المرض عندما يجد أن المواقع التي لها عمق تاريخي وهي تصارع بألم عوامل التعرية بمرور الزمن دون أن تمتد لها أيادي الجهات المعنية؛ ليس لتحسينها وتجميلها وخصائصها؛ بل للحفاظ عليها.
فالبعض منها له من الأعوام ربما تبلغ المئات، والبعض تجاوز الألف عام، وبالتالي فالواجب أن تتم العناية الفائقة بها والاهتمام البالغ في تفاصيلها؛ فتلك الأماكن تعد كنزًا ثمينًا، وإرثًا له مكانته ومنزلته.
ويزداد الألم عندما يكون لتلك المواقع صلة بالسيرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وينبع ضاربة الجذور في التاريخ، وتعد واجهة من وجهات التاريخ الإسلامي المجيد، والسيرة النبوية على وجه الخصوص؛ فقد ذكرت جميع كتب السير معركة العشيرة التي قادها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقرب من قرية المبارك في ينبع النخل.
ولا يستطيع المرء إخفاء مشاعر الحسرة على ما يراه من بعض التقصير الذي ربما يصل إلى الإهمال الكامل لبعض المواقع، والتي كان يفترض أن تمنح الكثير من الاهتمام والعناية الواجبتين.
ورضوى ذلك الجبل التاريخي الواقع في ينبع، وهو معلم تاريخي كان من المفترض أن يتم استغلاله كوجهه سياحية بل والعناية به نظير ما يتمتع به من مواصفات قلّ أن توجد في غيره، فيكون حينها معلمًا تراثيًّا وسياحيَّا متميزًا.
فيستلفت الجميع ذلك التقصير تجاه هذا المعلم التاريخي، والذي ربما وصل إلى درجة الإهمال حتى أنه بات من الصعوبة أن يصل الإنسان إلى قمة هذا الجبل، ولو منح شيئًا من الاهتمام لكان علامة سياحية يشار إليها بالبنان.
والجميع يرى كيف أن كثيرًا من الدول تستغل مثل هذه المكتسبات الوطنية، فتجعلها معالم تاريخية حضارية بعد بذل شيء من الجهد، ومن ثم استثمار إمكانيات المكان حتى أنه ربما يصبح رافدًا اقتصاديًّا على الوطن.
ما يطمح إليه أهل ينبع وعشاقها والمغرمون بمواقع السيرة النبوية والتاريخية أن تمتد إليها يد العناية فتنتشلها مما هي فيه، وتبرز تلك المكنونات الجميلة، وليكتمل الجمال ببقاء الأثر بالحفاظ على المآثر.
إرسال تعليق