مجلة اقتفاء مجلة اقتفاء
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...
random

وقفات مع التعظيم – الشعائر المكانية

وقفات مع التعظيم – الشعائر المكانية

د.فهد العمري

مِنَ الشَّعَائِرِ الْمَكَانِيَّةِ الَّتِي عَظَّمَهَا اللهُ -سبحانه وتعالى- الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ: 

     فَمِنْ تَعْظِيمِهِ لَهُ -سُبْحَانَهُ: أَنْ جَعَلَ الصَّلَاةَ فِيهِ تَعْدِلُ مِئَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرهِ، وَكَذَلِكَ الْمَسْجِدُ النَّبَوِيُّ: جَعَلَ الصَّلَاةَ فِيهِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرهِ، وَنَسَبَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ عَنْهُ: بَيْتُ اللهِ الْمُعَظَّمُ، وَأَسْمَاهُ: الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء:١].
     وَقَدْ جَعَلَهُ مُحَرَّمًا؛ فعَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج:٢٥].
     وَقَدْ بَارَكَهُ اللهُ -سبحانه وتعالى- فَقَالَ عَنْهُ: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:٩٦].
     وَكَذَلِكَ مِنَ الشَّعَائِرِ الْمَكَانِيَّةِ الَّتِي عَظَّمَهَا اللهُ -سبحانه وتعالى:  أَمَاكِنُ الْحَجِّ: (عَرَفَةُ، وَمُزْدَلِفَةُ، وَمِنًى)، وَجَعَلَ فِيهَا نُسُكًا عَظِيمًا وَرُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا، وَجَعَلَ عَرَفَةَ مَكَانَ الْحَجِّ وَشَعِيرَتَهُ الْعَظِيمَةَ، فَمَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْهَا لَمْ يُدْرِكِ الْحَجَّ، كَمَا جَعَلَ أَيَّامَ مِنًى أَيَّامَ النُّسُكِ الْعَظِيمَةِ مِنَ الذَّبْحِ وَالْحَلْقِ وَرَمْيِ الْجِمَارِ لِإِكْمَالِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ .
     وَمِنَ الشَّعَائِرِ الْمَكَانِيَّةِ الَّتِي عَظَّمَهَا اللهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم: مَسْجِدُ قُبَاءٍ؛ لِمَا لَهُ مِنْ فَضْلٍ عَظِيمٍ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة:١٠٨].
     وَقَالَ عَنْهُ -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ»(1).
     وَمِنْهَا أَيْضًا؛ الرَّوْضَةُ الشَّرِيفَةُ فِي الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، وَالَّتِي خَصَّهَا اللهُ تَعَالَى بِالفَضْلِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَنْهَا: «ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي»(2).
     وَكَذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الشَّعَائِرِ الْمَكَانِيَّةِ الَّتِي عَظَّمَهَا اللهُ -سبحانه وتعالى: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى فِي الْقُدْسِ، وَالَّذِي أَسْرَى اللهُ -عَزَّوَجَلّ- بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَبَارَكَ حَوْلَهُ، وَجَعَلَ الصَّلَاةَ فِيهِ لَهَا أَجْرٌ عَظِيمٌ عَمَّا فِي سِوَاهُ، وَمِنْهُ عُرِجَ بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ.
الهوامش:
(1) «صحيح»؛ أخرجه النسائي في «المجتبى»: كتاب المساجد، (699)، وابن ماجه في «السنن»: كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، (1412)، من حديث: سهل بن حُنيف الأنصاري -رضي الله عنه. والحديث صحح إسناده الحاكم (4279)، وكذا العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: (2/668/رقم:772)، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (7/1320/رقم:3446).
(2) «صحيح»؛ أخرجه البخاري في «الصحيح»: كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة: باب فضل ما بين القبر والمنبر، (1196)، ومسلم في «الصحيح»: كتاب الحج، (1391)، من حديث: أبي هريرة -رضي الله عنه. 

إرسال تعليق

التعليقات



تطبيق مجلة اقتفاء

تطبيق مجلة اقتفاء
يمكنك تحميل تطبيق مجلة اقتفاء ومتابعة كل جديد

جميع الحقوق محفوظة

مجلة اقتفاء

2021